قامت الوكالة الدولية للطاقة الذرية (و.د.ط.ذ) بالتصريح يوم الثلاثاء بأنها تظن أن إيران قامت بتطوير التقنية اللازمة لصناعة الأسلحة النووية ويبدو أنها قامت بأبحاث شاملة على قذائف مصغّرة يمكن أن يتم إلقاؤها بصواريخ متوسطة المدى. يأتي التقرير من وكالة الأمم المتحدة في الوقت الذي تفكّر فيه جهات رسمية إسرائيلية باتّخاذ موقف عسكري ضد طهران، ممّا سيثير تساؤلات حول الوجهات التي يسعى لها المجتمع الدولي وبالتحديد الولايات المتحدة (التي فرضت حظر الأسلحة وحصار اقتصادي كامل وشيك على إيران).

قام استطلاع حديث أجرته يوغوف بالنيابة عن المذيع الإقليمي "الآن"، بدراسة ردود الأفعال عبر منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لنشر تقارير (و.د.ط.ذ). للاستطلاع، تمّت مقابلة 2000 مقيم من موقع يوغوف الذي يضم 240000 مقيم في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

ضمن الشرق الأوسط (وما وراءه) تستمر الخلافات والنزاعات التاريخية بالتأثير على فهم الدول المجاورة لبعضها البعض. في حالة إيران، دول شمال إفريقيا العربية تتمتّع إجمالاً بعلاقات أقرب لقلة الصلة التاريخية مع الدولة الفارسية مقارنة ببلاد الخليج وبلاد الشام. لم تعد النظرة إلى إيران أقل تكاملاً في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من المملكة العربية السعودية.تقريباً واحد من كل ثلاثة مقيمين في السعودية (30%) يرغبون في رؤية تدخّل عسكري ضد إيران في حال عدم رضى الأمم المتحدة عن تفسيرهم لآخر تقرير (مقابل 23% في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا). حوالي نصف المجيبون السعوديون يشعرون بأن الوكالة كانت على حق بإصدار التقرير (45% مقابل 40% عبر الشرق الأوسط وشمال إفريقيا) – على الرغم من حقيقة أنه 33% من مجيبي السعودية عبّروا عن ثقتهم بأن التقرير صحيح فعلاً (مقابل 29% عبر الشرق الأوسط وشمال إفريقيا).

العلاقة بين البلدين كانت صاخبة ويمكن أن يرجع هذا، جزئياً، إلى الاختلاف في المذاهب التي يتّبعها أغلبية سكّان هذين البلدين. على مر العصور، قام رجال الدين السنة والشيعة في كلا البلدين بالاعتقاد بأن المفاهيم الدينية المقابلة خاطئة. كلا البلدين منقسم بسبب اختلاف المذهب السياسي، آية الله الخميني كان ضد النظام الملكي في الإسلام (كما هو الحال في المملكة العربية السعودية وبلدان عربية أخرى)، وأن فقط قيادة الحكم تحت عالم شريعة إسلامي سوف يضمن تطبيق الشريعة بشكل صحيح. النفط هو مصدر توتّر دائم بين البلدين – السعودية هي المنتج الأكبر في العالم للنفط وإيران هي رابع أكبر منتج للنفط عالمياً (وثاني أكبر منتج بعد السعودية في أوبك).

57% من سكّان السعودية يشعرون بأن إيران تشكّل خطراً لأمن المنطقة39% يودّون رؤية عقوبات اقتصادية تفرض على الإيرانيين في حال عدم تجاوبهم (مقابل37% يودّون رؤية عقوبات سياسية تفرض على الإيرانيين في حال عدم تجاوبهم (مقابل31% يودّون رؤية تدخّل عسكري (23% عبر الشرق الأوسط وشمال إفريقيا)17% يعتقدون بأنه لا يجب اتخاذ أي موقف

في المقابل، نظرة المجيبون المصريون ومن شمال إفريقيا (من دون مصر) هي أقل تشدّداً من نظرائهم السعوديين. فقط واحد من بين ثلاث (35%) مصريين و 28% من سكّان شمال إفريقيا يشعرون بأن إيران تشكّل تهديداً لاستقرار المنطقة. فقط 15% (في كل من مصر وشمال إفريقيا) يودّون رؤية تدخّل عسكري، في حال لم تقم إيران بالتجاوب مع التفسير العقلاني لتقرير (و.د.ط.ذ) (مقارنة مع 31% من مجيبي السعودية).

21% من سكّان مصر (25% في شمال إفريقيا) يودّون رؤية عقوبات اقتصادية تفرض على الإيرانيين في حال عدم تجاوبهم(مقابل 39% في السعودية)18% من سكّان مصر (20% في شمال إفريقيا) يودّون رؤية عقوبات سياسية تفرض على الإيرانيين في حال عدم تجاوبهم(مقابل 39% في السعودية)45% (في كل من مصر وشمال إفريقيا) يعتقدون بأنه لا يجب اتخاذ أي موقف (مقابل 17% في السعودية)

إن أغلبية المجيبين من السعودية يعتقدون بأن العقوبات الاقتصادية (54%) والسياسية (51%) سوف يكون لديها تأثير إيجابي على استقرار المنطقة. لعلّ ذلك ليس مستغرباً عندما نقوم بأخذ التأثير الإيجابي لذلك على إيرادات النفط السعودي لنقص النفط العالمي وحقيقة أن إيران سبق وأن قامت بالسخرية من المملكة السعودية لعلاقاتها الوطيدة مع الولايات المتحدة. في مصر وشمال إفريقيا، حيث الاضطرابات السياسية وتأثير الحكم العسكري والتدخّل يعمّ المكان، يعتقد السكّان بأن العقوبات الاقتصادية والسياسية سوف يكون لها آثاراً سلبية على استقرار المنطقة بأجمعها.

32% من سكّان مصر يعتقدون بأن العقوبات الاقتصادية سوف يكون لها آثاراً إيجابية على استقرار المنطقة بينما يعتقد 46% بأن العقوبات الاقتصادية سوف يكون لها آثاراً سلبية على استقرار المنطقة

30% من سكّان شمال إفريقيا يعتقدون بأن العقوبات الاقتصادية سوف يكون لها آثاراً إيجابية على استقرار المنطقة بينما يعتقد 46% بأن العقوبات الاقتصادية سوف يكون لها آثاراً سلبية على استقرار المنطقة

لعله من غير المفاجئ بأن الأغلبية العظمى من سكّان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يعتقدون بأن التدخل العسكري سيكون له أثر سلبي على استقرار المنطقة (56%)، ولكن يوجد فرق واضح بين سكّان مصر، شمال إفريقيا، بلاد الشام (سوريا، لبنان، العراق) والسعودية:

44% من سكّان السعودية يعتقدون بأن التدخل العسكري سيكون له أثر سلبي على استقرار المنطقة، مقارنة مع 61% لبلاد الشام، 66% لشمال إفريقيا، و68% لسكّان مصر.

مع ذلك، عبر السعودية ومصر وشمال إفريقيا، الآراء تتّفق بشدة حين يأتي الموضوع لمستوى الدعم الذي تحصل عليه إيران في الشرق الأوسط.

21% من سكّان السعودية يعتقدون بأن لدى إيران البعض/ الكثير من الدعم في الشرق الأوسط مقابل 52% يعتقدون بأن لدى إيران دعم قليل/ ليس لها دعم.

25% من سكّان شمال إفريقيا يعتقدون بأن لدى إيران البعض/ الكثير من الدعم في الشرق الأوسط مقابل 59% يعتقدون بأن لدى إيران دعم قليل/ ليس لها دعم.

30% من سكّان شمال إفريقيا يعتقدون بأن لدى إيران البعض/ الكثير من الدعم في الشرق الأوسط مقابل 55% يعتقدون بأن لدى إيران دعم قليل/ ليس لها دعم.

في بلاد الشام، مع مزيج السكّان السنّي والشيعي، استقطب هذا الموضوع آراء أكثر – 41% من المجيبين يعتقدون بأن لدى إيران البعض/ الكثير من الدعم، ولكن نسبة قريبة (48%) يعتقدون بأن لدى إيران دعم قليل/ ليس لها دعم في الشرق الأوسط.

لطالما كان النظام الإيراني صريحاً بتأييده للرئيس السوري المحاصر بشار الأسد والقمع والمعاملة الوحشية التي يعامل بها المنشقّين والمتظاهرين. وأفادت التقارير بقيام الإيرانيين بسحب جزء من أموالهم الدّاعمة لحركة حماس، لإخفاقهم في عقد تجمّعات في الضفة الغربية لتأييد الأسد (يقال بأن حماس تحصل على 90% من أموالها من إيران). الرأي عبر الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أكثر انتظاماً بالنسبة لموضوع تأثير هذا الدعم على علاقات إيران مع البلاد الأخرى في الشرق الأوسط.

47% من سكّان السعودية يعتقدون بأن العلاقات تدهورت بسبب دعم إيران للنظام السوري40% من سكّان بلاد الشام يعتقدون بأن العلاقات تدهورت بسبب دعم إيران للنظام السوري40% من سكّان شمال إفريقيا يعتقدون بأن العلاقات تدهورت بسبب دعم إيران للنظام السوري37% من سكّان مصر يعتقدون بأن العلاقات تدهورت بسبب دعم إيران للنظام السوري

Subscribe to your sector newsletter